لطالما شَعر أن الظلام هو السَلام الذي يبحث عنه
أحب الليل الذي يغشى النهار كل ليله
لكنه لم يكن يمقت بزوغ الشمس وانتشارها على جدارن غرفته الصامته وكوب قهوته
كلوحه فنية
كل يوم يتأملها وكأنه لأولِ مرةً يراها
يكرهُ الشتاء بشده وينبذُ البرد نبذاً مُخيفاً
الخريف فصلهُ المفضل والربيع حياة روحه التائهَ على أغضان الأشجار في الطُرقات وأعلى شبابيك المنازل
استيقظ بثقل ومازال يشعرُ بالنعاس وبشده
نظر لتاريخْ اليوم انه العاشر من نوڤمبر
مضى على هذا اليوم سبع سنين من الفقد والاشتياق
من صراع الحُزنُ ونوبات الفزع التي مازالتْ تزوره حتى اليوم
طُرق باب غرفته بينما كان منشغل بالذكريات
لحقهُ صوتَ طفولي
_ بابا ... بابا
اليوم هو يوم ميلادي أنت لم تنسى هذا صحيح
_ أجابها :تفضلي يا ابنتي بالدخول
دخلتْ حنين الصغيره كما اسماها هو
وهي ترمقه بنظراتها الحزينه لانه نسيَ ميلادها
_ اوه اوه , لم أنت حزينه هل تعتقدين أن والدكِ ينساك انا لا انسى ياعزيزتي ابدا
لا انساكِ مطلقاً
ثم اخرج من اسفل وسادتهِ
صندوقاً صغيراً وقدمه إليها
انظري إلى ماأحضرتُ إليك
_(صرخت بفرح ) بابا أنا أحبك كثيرا أنت أفضل اب على الإطلاق
وخرجت من غرفته فَرحه
حنين الصغيره حلم والدها الوحيد
يكبر لينمو في داخلهِ كشجره ليمونٍ
كان لقاؤوهُ الأول مع حبيبته
تحت ظلالها حينما قطف من زهرها ليضعه وراء اذنها ويهمس فيها
_ أُحبكِ حنيني وماملكت من دُنياي
أحبك وسأتزوجكِ لتكونِ والدة أطفالي
أعدَّ كوبَ قهوته كما يفعل كلَ صباح
جلس اسفل نافذتهِ
واخرج أوراقة لينتهي من كتابة روايته الأولى
( كانت جميلة بما يكفي في فُستانها الأبيضْ جميلة كنجمة ساقطه من السماء لحضنِ ارضٍ لا تنتمي إليها أبداً
حنيني التي أحبها زُفت في مثل هذا اليوم لأحدهم تحتَ مُسمى العادات والتقاليد هي لابن عمها منذُ الصغرْ وعليها أن ترضى بذلك حتى وهي مُرغمه تصطنع الرضا
بعد مُضيُّ عامٍ من رحيلك
صارعت كل المشاعر التي بداخلي لكِ وتزوجت
انتهى زواجي بالفشل أيضاً
زوجتي التي تزوجتها احبتْ غيري وارغمت على الزواج بي
اعترفت لي بذلك بعدَ مُضي ستة أشهر من زواجي لم انسى ولن أنسى انني أنفجرتُ باكياً امامها وحدثتها بك
لم تكنْ تمتلك أيَّ ردة فعل بل قطعت حديثي لتخبرني حينها بحملها
ثمَّ طلبها الطلاق مني لتستريح وانا لم اطلب شيء منها سوى مافي احشائِها فقط
وبعدِ انتهاء التسعه أشهر فاجئني اتصالاً صباحاً من إحدى الممرضات
– مبروك أصبحتَ اباً لطفلة رائعه
اسميتها بكِ منذ ان كانت في بطنِ والدتها
الغريب في الأمر أن تاريخ ولادتها تاريخُ زواجكْ
وكأن الدُنيا منحتني اياكَ في ابنتي
حنين الصغيره اليوم بلغت السنة الخامسه من عمرها
وزوجتي السابقه بعدَ صراع تزوجتْ من أحبها وانا إلى هذا اليوم أحبك
وقد تكونين نسيتِي حتى من انا
لكنني انا لم انساك يوماً
أحببتك كما لو أنك المرأه الوحيده في هذا العالم كما لو أنك هدايتي وسبيلي ظلامي ونوري
(وضع يدهُ على رأسهٍ وأغلق عينيه بـ أسى ثم عاد يكمل الصفحه الأخيره)
أهديكِ كل صفحات تلك الرواية مع خالص شوقي إليكِ
وفاجعة رحيلك مني وانتظاري لهذا اليوم لك
ومازلت على أمل أن تعودي ذات يوماً إليْ)
السبت، 25 نوفمبر 2017
حنينُ الصَّغيره.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)