الخميس، 12 نوفمبر 2020

سافري


 


الهواء بارد جدًا يرتطم بجسدي المُنهك 

اجلس بعبثية على أرض صلبه ، أمامي باب خلفي باب 

أُسند ظهري عليه 

برفقتي كوب قهوة بارد وانا لا أقوى على تجرع هذه المراره ، يكفي مرارة هذا الشعور الآن 

انا امرأة أدعي القوة لكن جد لي انسان لا يقع ضعيف أمام الحُب 

لا يمكن ! 

من الممكن أن ندعيها لكن أن نكون أقوياء بلا خسارات فهذه مُستحيلة 

اتأمل سماء أعرف أنّها تجمعنا في كنفها الحاني 

رغم هذه الخِصامات بيننا ، ورغم كل هذه المسافات 

عزائي الوحيد أنّ السماء وحدها التي لا تهتم بمن يسكن تحتها لهذا لم تنفيك من كنفها ولم تفعل ذلك معي 

لكن أنت وحدك من فعل هذا ! 

لازلت أردد هذه الأغنية واتأمل كلماتها "سافري خلّي حبيبك ينجرح… … وتكمل الكلمات ترنحها من بين شفتي الحزن حتى أتوقف عند :سافري يمكن ليا طال السفر ينتهي حزني وحزنك لو كبر ! 

كبرت وكبرت المسافات بيننا ، وكبر خِصامنا وكبر الشوق والحب 

ربما لم أعد سوى ذكرى عابرة لإمرأة طفلة،كنتَ تلهوا سعيدًا برفقتها 

لكنّك كُنت كل شيء 

اليوم أعود من حيث حلفت أن لا أعود 

لأبحث عنك في أعين الغُرباء ، أحاديثهم ، ضحكاتهم 

وفي فستان زِفافي 


  • حظيّة العمري 

الجمعة، 10 أبريل 2020

نَجَاةْ

نجاة

ابنة العشر سنوات حكمت على حياتي العادات والتقاليد فأجبرتني على الزواج مبكرا جدا ، لم يكن اهتمام ابي إلا المال الذي يحصل عليه جراء زواجي لعله يسد جوع بطون أخوتي القارص ! 

اما انا فليرعاني الله وليرعاني زوجي الذي يكبرني بثلاثين سنه أو يزيد الذي خط الشيب في رأسه ولا فرق بينه وبين ابي 

كان اللوم لا يتعدى ابي وحسب بل يصل إلى هذا الرجل الذي رضي بطفله ان تكون له زوجه زوجة لعمره الذي فنى 

أقبلت على حياتي الجديدة بلا رغبة مني ، لم أكن اعرف عن الحياة أكثر من همي لإكمال دراستي والنجاة من الجهل المحض في القرية التي أنا فيها وجاءت موافقة زوجي بعد عناء وعذاب وسهر ليالي في التوسل إليه 

كانت أول الغيوم التي تغيثني رغم أني أصبحت أرض قاحلة بل في الحقيقة ولدت 

أرض قاحلة في  قرية قاحلة 

بعقول متحجرة بقلوب لا تفقه شيء لا تعرف إلا نتانة الجاهلية والعصبية القبلية 

لطالما حاولت ان اصلح أخوتي الصغار لكن فكر ابي أفسدهم قبل أن يصل كلامي لهم

ومضت الأيام البشعة بعمري الذي كنت اقاوم فيه ساعات ، لعلي أعيش السعادة في أدق تفاصيلها في احقر الأشياء واصغرها لم يكن زوجي معنفا لي لكنه كان فض اللسان قذر الفكر عديم الثقة والعلم  جاهل لا يعرف من حقوق المرأة شي ، فكرة مدنس يقول بأن الآنثى منزلها قبرها ولا لها سواه ، وانا جعلتك تكملين دراستك فقط لانك تريدين فلتتعلمين ولتموتي بعلمك في جُحرك هذا الذي صنعته لك ، يقصد المنزل الذي أسكني إياه ، يرى في جسدي ما يشتهي ولا يرى في قلبي ما به من علل قد صبها فيه ولا يشعر بالأحزان التي غمرني بها 

يحلف بالله ، ان الرجال قوامين على النساء دونما يفهم آية الله ، ويكمل قوله النساء ناقصات عقل ودين دونما يفهم حقيقة هذا الحديث ويدعم ادلته التي أولها كما شاء بقول النبي عليه الصلاة والسلام (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) 

لم يكن يرى هو ومن امثاله في المرأة إلا الجسد والخدمة ولو زادوا ذلك قليلا لأقسموا أن للزوج حق على المرأة في عبادته 

يدعون العلم والمعرفة وهم في الجهل قابعين اصل متأصلين فيه وجذورهم قد تدنست في أرض الجهل وعلقت به 

أما غيري فقد عُنِفوا واستبد الظلم حياتهم حتى لم يعرفوا من لذيذ الحياة شيء 

ثم مضت السنون وادعو انهم قد أصبحوا للعلم تابعين وللمعرفة طالبين ولحق المرأة عارفين

فاقتصدوا في عنفهم ودسوا فكرهم ، وقالوا الحب نيلنا الأسمى والحب مطلبنا وكل ما إليه نسعى 

فظلموا بذلك القلوب ، وما احترموا ماكان للحب من حرمة 

يخدع الرجل المرأة بالحب فتصدق ، ويظن الرجل أن لا للحب في الحقيقة مجال لأن الثقة بينهما في الأصل لم توجد فلا حب بلا ثقة  هذا عوضا عن النظرة الدونية التي يرون بها تلك العاشقة التي هامت على قلبها دونما تدرك بعض مافي سريرة هؤلاء فاحتجوا حينما أرادوا الهرب من الحب 

بقولهم : من خانت أهلها اليوم غدا لنا تخون! 

ثم كلما تظن أن العقول استوعبت والمشاعر ارتقت والناس قد فهمت الرسالة ، والآنثى استوعبت الأمر 

حتى تجد الكارثة تحل من جديد 

وتأتي بوجه آخر ولكن الأصل هو الأصل 

جاء الإسلام فكرم النساء وأعزهن فمن الصحابيات دليل على ذلك قاطع لا شك فيه وأحسن الحبيب المصطفى في التعامل معهن 

فمن يظن أن الرجولة في إيذائهن ، فقد جهل الرجولة واستبرأت منه هي 

فلا العنف إثبات لذات وحقيقة مفهوم الشهامة أو الرجولة أو فرض الرأي والسيطرة التي تنمي المحبة والمودة 

ومن اعتقد ان كسر قلوبهن شجاعة فليتذكر أن الله يمهل ولا يهمل 

وفي الختام الجهل الذي كان حتى الآن مازال ، وإن ادعينا غير ذلك إلا ان ما رُبي عليه المرء يطفو على السطح ولو بعد حين  ، فإما إصلاحٌ حقيقي لسريرة المرء أو أن هذا السوء سيبقى والعقول بما فيها عاجلاً أم أجلا بهذه النتانة ستفنى وتُفنى بِها من حولها 

فالصلاح الحقيقي من صدق مع نفسه أولاً وطلب ماجاء في الهدي المحمدي صدقا لا تصنعاً 

ولو أن العالم كله سار على نهج المصطفى خير الناس 

لعشنا هانئين مطمئنين وعلى ما تبعناه مأْجورين 

أما نجاة ، فقد نجت وهي الآن الطبيبة التي تكتب إليكم هذه الكلمات لعلها تصل فيها إليكم بالرسالة

 

_بقلم حظية العمري 

السبت، 28 مارس 2020

في روايةٍ ما .


دائماً الكتابه وسيلتي الوحيدة لتعبير عن ما يجول في خاطري
بين شغب الحياة التي تنمو في داخلي وصلابة الأيام  التي تداعب أطراف يدي الخشنة جِداً رغم ترطيبي الدائم لها 
كان الصمت هو كل قُوتي في اليوم 
أنسى صوتي أحياناً كثيرة ، فأنا وبطريقة ما ألجأ لأن تأكل الأيام الأحرف التي بداخلي على أن أقولها يوماً 
لديّ أذنين وثالثه في قلبي 
وعينين واخرى في قلبي ، وكل ما يحوي قلبي يبدو أكثر عظماً على مافي الخارج 
اعتاد الجميع أن يُفسر هدوئي بالرزانة ! 
وصمتي بالحكمة ، وسمت الضجر التي تعلو ملامحي بإستمرار بالهيبة ! 
لقد كان للعالم تفسير مُختلف عن حقيقتي ! 
لا أعلم هل أبدو كأحجبة مثلاً أو لغزٌ ما ! 
كل شيء كان يثير السكون في خارجي والضجيج في داخلي 
آمنت أنني والوحدة عُملة لوجهٍ واحد 
أجلس بقرب نافذتي دائماً أحمل كتاباً أو مذاكراتي التي أخاف أن أنسى يومي فأهب مسرعة لتدوين كل شيء 
وكأن لكل شيء أهمية عظمى في حياتي 
لقد تعلمت الكثير مؤخراً حتى وجدتني أجيد تفسير النظرات والكلمات ولغة الجسد وحتى التمتمة 
وأستطيع تميز أصوات العصافير وبدقة 
لقد نموت على طرف نافذة غُرفتي شجرة 
وأورثت رُوحي على أوراق مدونتي اليومية 
وأصبحت جزءاً من كُتب مكتبتي 
لا أعلم لكني أبقى مثل شيء متأصل في الأشياء التي أُحبها ! 
كُنت أصنع منها قصص لا متناهيه في داخلي لقد عشت كل حياتي في رأسي الحياة التي أريدها المختلفة جملةً وتفصيلاً 
عن حقيقة حياتي الآن 
وفي رواية أخرى من الروايات التي ينسجها خيالي 
انا حبيبة رجلٌ قاريء اعتاد أن يقص القصص لي 
ويحكي الشعر برقة مُهيبة 
لكن الأمر هُنا بدى مناقض تماماً 
لحقيقة كوني مُتزوجة برجل لا يقرأ حرفاً وحداً 
هذا الكم الهائل من خيالي كل ليلة سبب لتقلصي ونحولي وذبول وجهي ! 

الخميس، 2 يناير 2020

فلتطمئئن روحك المنهكة.


إن على المرء أن يستعيد قوته ونشاطه دائما ان لا يسمح لأمور الحياة أن تأخذ من طاقته التي يملكها او في الأصح أن يتعلم دائما شحن هذه الطاقة واستعادة حبه للحياة وشغفة

تواجهنا الكثير من الصعوبات والأزمات بلا شك فلقد قال الله الكريم (ولقد خلقنا الإنسان في كبد ) نحن مخلوقين لمواجهة مثل تلك الأمور المحزنة والمثبطة لعزائمنا لكن علينا أن نشد حبل الصلة بيننا وبين الله حتى نكمل سيرنا في الحياة حتى نمضي أقوياء فلا قوة بلا الله ولا قدرة لنا بلا الخالق المتكفل بنا في هذه الحياة

لذا علينا أن نرضى بما كتب لنا وأن نؤمن دائما بأن ما لنا كان وسيكون وسنأخذه وما لغيرنا لن يأتينا ولن نأخذه لو بذلنا له كل ما بذلنا في سبيل الوصول إليه

علينا أن ندرك

إن علينا التأقلم مع كل محدثات الحياة

أن لا نسمح لما يجري من حولنا في سلب طاقاتنا للعيش أو سلب منا الشغف

علينا دائما أن نبذل قصارى جهدنا في تخطي الصعوبات الأزمات التمسك بالشغف بالعطاء حتى في أفقر حالاتنا فالعطاء يعلمنا

العطاء يصنعنا ويربينا،من هنا من هذا المنطلق يجب أن نمضي في الحياة على نهج قوي سليم

أن لا تربكنا مواقف وأمور حياتية في الحقيقة هي حصلت وكانت ستحصل بل هي أقدارنا وطريقنا

علينا أن نتعلم كيف نعيش مع ألامنا ومشاكلنا مع رفضنا وقبلونا نحن لا نملك حقيقة التغير في كل شيء لكن نملك قدرة التعايش مع كل شيء

نستطيع أن نتعايش مع ألم الفقد رغم شعورنا به

نستطيع أن نمضي في الحياة ونحن نشعر بضغطها المستمر علينا

خلقنا والتكيف صفه من صفاتنا !

كل ماعلينا فعله هو أن نسمح له بأن يمر من خلالنا دائما أن لا نقف عاجزين مانعين أنفسنا منه

ففي نهاية الأمر هذا العالم لن يتوقف لمجرد أنك فقدت شغفك أو حلمك أو عدم مقدرتك على التعايش مع ما أصابك

العالم لن يحمل على عاتقة أحزانك أبدا

بل سيمضي ربما فوق رقبتك إن تركت نفسك في القاع دون أن تحاول الوقوف مجددا

احزن اصرخ اغضب اختفي عن كل ماحولك اعط الحزن والمصائب حقها في الحياة لكن لا تجعلها تسيطر عليك أبدأ

لا تفقد شغفك أبدا

لا تعلق أحلامك على باب أحدهم ولا تترك أيامك تمضي لأنك حزين وحسب

انهض كلما شعرت أنك لا تستطيع
كن أقوى وتذكر أنك هنا في هذا الأمر وفيما وصلت إليه الآن بقدر الله لك ولم توضع أبدا في مكان لا يليق بك الله يدرك مدى وحقيقة ضعفك وانهاك روحك وهذا يكفي لأن تطمئن روحك المنهكة !

الأربعاء، 1 يناير 2020

الحرية

في الآونة الأخيرة ترددت على مسامعنا لفظة (حرية ) حرية الفكر والاختيار وحرية النقد والقبول والرفض الحرية في الحقيقة مبدأ من المبادئ التي يحتاجها الفرد للعيش في الحياة بطريقة سوية تمكنه من التعبير عن رأيه في الوسط المجتمعي الإنساني بل هي مطلب الإنسان منذ الصغر لكن الأمر الذي لا يبدو سويا هو ما يحدث في الآونة الأخيرة تحت مسمى وشعار الحرية فقد تلوث هذا المبدأ والمفهوم بالكثير من الأمور التي تقود الإنسان والمجتمع إلى ما لا يحمد عقباه فالدين الإسلامي لا يرفض الحرية لكن ما يرفضه هو الحرية التي لا منهج لها ولا قالب حقيقي يشكلها فلقد جعل لنا الله في القرآن الكريم وسنة نبيه مرجع في جميع أمور حياتانا ومعاملاتنا في الحياة وما خرج عن هذين المنهجين فلن يكن سويا أبدا لهذا نحن لا نرفض الحرية بأي شكل من الأشكال لكن نرفض الهمج الذي جاء متلبسا بالفساد والخراب تحت مسمى الحرية نرفض اعتناق أفكار وقيم لا تمثل الإسلام والمسلمين نرفض اعتناق أفكار لا تخدم ديننا أولا ولا تخدم الجنس البشري أبدا لهذا يجب على كل فرد العودة للمفهوم الصحيح السليم للحرية وعدم اتباع كل ما كان تحت هذا المسمى ظنا منه أنها الحرية التي جاء بها الإسلام وكذلك التحرر من القيود والأفكار الغير سوية لا يعني التحرر من الإسلام ورفض كل ماجاء في ظل دائرة الحرية الحرية لا يعني فصخ القيم والمبادئ الإسلامية وإصباغ ديننا بصبغة آخرى لا تمت له بصلة وهذا ما يحث الآن في ظل هذا التطور والتقدم الذي احتوى عل ماجاء مخالفا لشريعة الإسلامية والمنهجية النبوية حاجاتنا النفسية للحرية لا يعني اطلاقا انفصاخنا عن الإسلام أو الإنسانية والسير فقط خلف رغباتنا وشهواتنا الدنيوية أو اللاأخلاقية على الجميع الوعي والتوعي والتأني قبل اعتناق أي فكرة أو سلوك أو حتى تصرف تحت مسمى الحرية ! يجب على العالم الوعي والوعي لا يقتصر على اثنان أو ثلاثة بل على كافة المسلمين !