في ميلادك الأول لن تكن مُدرك رهابة الأمر الذي سَتُصبح عليه حتى سن العاشرة ستتباهى بعمرك الذي يزيد كل مره رقم ويركض بك الكون والأيام والساعات
حتى تصبح شاب عشريني
وستصبح أكثر تباهياً بشبابك وقوتك وجمالك
لن تدرك فظاعة السرعه التي مررت بها خلال العشرين سنه الماضية
لن تخشى تقدمك في العمر وعلاماته التي ستصاحبك بعد ثلاثين سنه من الآن
خوفك من الشعر الأبيض الذي سيعتلي رأسك خلسة
اخفاؤك له بالكثير " من الصبغات" لن يجدي نفعاً لانه وبمرور الوقت سيصبح أكثر قوه منها
تجاعيد وجهك , انهيار قوتك
أنت تعلم كيف سيصبح تقدم العمر أمراً مهيباً في السنوات القادمة
مُجتمعك لسنك هذا سيفرض الكثير عليك
ان تكن حكيماً هادئاً رجلاً
والأمراض التي قد تلازمك ستفرض أيضاً عليك ماتريد
ستتخلى عن الكثير من الأشياء
ستصبح عينيك ضيقة النطاق , سيلتف حولك الكثير من الأحفاد
ستُصبح هزيلاً مملاً في بعض الأحيان لثرثرتك المستمره وربما تُصاب بالزهايمر وتفقدك بداخلك
حركتكَ ستقل , نومك سيزيد
متلازمة الشعور بـ أن الجميع لا يستطيع فهمك ستزيد أيضاً
يديك لن تصبح بقوتها وقبضتها القوية على الكثير من الأشياء التي صارعت في شبابك من أجلك
حتى رغبتك في الخروج للعالم ستنطفأ
ولكنك لن تدرك هذا ولن ترى كيف يصل إليك الشعر الأبيض والتجاعيد إلاَّ بعد حين
والمُخيف في هذا أنه لا يمكنك أيقاف زحف عمرك نحو التقدم وذبول جسدك
وفي الواقع أنت لا تملك سوى هذا الجسد الذي سيصبح بعد أن يحين الله طعاماً لدود وحشرات الأرض ذلك الجسد الذي لا تستطيع إيقاف تقدمه في العمر
ولا يمكنك أن تضع حداً يقف عنده عمرك
بـ المناسبة هذا هو خوفي الذي يُطاردني منذ سن الثامنة الخوف الذي لا يمكنني أن أتخلص منه او أفعل حيال ذلك شيء
سوى أن أمضي في هذه الحياة حتى يُحاربني الوهن
وها أنا الآن سأكمل عامي التاسع عاشر
وانا حزينه لذلك
الأحد، 13 أغسطس 2017
زحف الشيب لرأسك.
الجمعة، 11 أغسطس 2017
مُعاناة٢
خذ سلامي إليك حبيبي بعد الرحيل
بعد لف الكفن وبعدما أُصبح بقايا ماضٍ هزيل..
أعلم بأنك لن تقرأ كلامي الا بعد أن تسكن روحي إلى خالقها فأجاور الموتى وأكون من سكان المقابر .. لست أدري ما اقول ولكنِ سأحكي ما أنا خائفة منه ولا قدرت لي على أن أبوح لك به حتى لا تشعر بالحزن والعجز فأنا أعرفك أكثر من نفسك لطالما كنت أنانيةً بحبك شرسة في وجه من يحاول الاقتراب منك، تجولت بين حنايا روحك كملكة أو كنحلة كلما امتصت رحيقك ازدادت طمعاً وتعلقاً بك ، ولكن ملكتك اليوم خائفة.. خائفة من الموت الرهيب خائفة من تلك الحفرة التي اقترب ذهابها إليها ليس هنالك شعور أعظم من أن ترى الموت أمامك وتقف عاجزاً متصدع الجسد تنتظره بيأس اتعلَّم يا فؤادي سأخبرك بسرٍ لطالما وقفت حائراً أمامه كم من مرةٍ بكيت فيها بين أحضانك فتتعجب من تلك الدموع وتسألني ما بك !؟ فأعجز عن الرد لست أدري بما كنت أفكر ولكني كطفلة صغيرة تهرول آلى أحضان والدها عندما تشعر بالخوف كنت اشعر بأني اشتاق إليك وأنا لا زلت منغمسة في نعيم يديك فهل ستشتاق لي يوماً كما هو حالي الآن !؟ كان هذا السؤال هو الذي كلما سألتك إياه غضبت علي وجن جنونك، أعلم بأنك كنت تخشى الفقد ولكن يا عزيزي لو كنت تعلم ما تعني لي الإجابة لما ترددت ابداً لكررتها على مسامعي في كل حين لكنت تركتني ارحل وقلبي مطمئن بأنه لن تسكن غيري زواياك ولن تتدلل عليك أخرى لن تعبث بشعر غيري كلما أردت أن تنتقم ، لست بتلك المثالية التي تستطيع أن تقول لك فالتأخذ غيري مكاني وانسى من تكون أنا !! ولست بتلك المتسامحة التي ستغفر لك ذلك إن فعلت ولكن أتعلم .. لا تأخذ بكلام أنثى قد أنهاها المرض وجعل أخر ملامحها تحمل من البشاعة الكثير حتى حروفها باتت ترتعش من وهن الأصابع ..
فالتعِش بعد موتي كما كتب لك ولا تعترض على القدر لعل لنا لقاءًا يكون بعد فراق مجهول الزمن
ولآخر مره أقول لك أحبك يا أجمل أوجاعي
وبينما هو يبحث عن رائحتها بين أجمل ثيابها سقطت تلك الورقة لتزيده وجعاً فوق وجعه
بقلم|هند يحيى
الخميس، 10 أغسطس 2017
مُعاناه
احدهم يصف كيف بدا حاله بعد موت زوجته الحبيبة , في رسالة طويلة رغم معرفته أنها لن تصل إليها
بعد رحيلها بعام , عامٌ الحُزن ومازال الحُزن يسري في روحهِ حتى هذا اليوم
كتب تلك الرسالة بملأ أنينهُ
وبعد
اشرحي لي كيف كنتُ تشعرين وهذه الحياه تنفلتُ من يديك
مصيركُ الموت وانتهاء الحياه ولا فرق بيني وبينك إلا أنك ستغادرين الحياه أما أنا سأموت ألف مره لأعيشها مره أُخرى بعد رحيلك
كنتُ ألقي اللوم عليك , وكيف لك أن ترحلين تاركه كل الأشياء الجميلة التي صنعناها معاً
يديك كانت دافئة ثمَّ بدأ تبردْ شيئاً فشيئاً وكلما شعرتي أن هذا الأمر يربكني اشعلتي المدفأه وقلتِ: جسدي يُصبح بهذه البروده حتى نشعل المدفأه وتُغني لي
جسدي يحتاج لصوتك !
كلما أغمضتُ عيني لعلي أعتاد على رحيلك أجد صورتك مُعلقه بـ أهداب عيني بـ أطراف قلبي وصوتك في نهاية الصمتِ أجده
أنت جميلة رغم المرض الذي أصابك جميلة رغم إصفرار بشرتك وعينيك الذابلتين
لا أستطيع أن أتخيل ماذا فعل بك الظلام الآن ؟
الظلام الذي كُنت تخشينه كثيراً
لا يمكنني أن أتصور كيف كانت سنواتي معك سريعة جداً
كـ صرخة طفل وليد
الآن ...
انا وحيد , والجيران يظنون أنني مجنون ووالدتي تبكي حُزنا لحالي وشقيقي الأكبر يعتقد أنني اصبت بمرض نفسي !
فُقدانك حُزنٌ كبير لا يمكنني إحتمال ضوء الشمس الذي كنتُ تحبينه وترقصين تحته يحرقُني الآن
قهوتك السوداء رائحتها تهزمني وتجعلني أنهار كطفل صغير
اتذكرين المره المئة التي أهديتك فيها شجرة الصبار التي كانت تثيرك , وأشرتُ فيها إليكِ أن كيف لإمرأه بهذا القدر من الجمال والآناقة والطيبة
تُحب شجره مليئة بالأشواك وكان ردك كـ المعتاد _ انا متناقضه
لقدْ اخترنا اسماء أطفالنا
ووعدتكُ بالسفر بعد الانتهاء من العلاج
كنتُ سـ أَأْخذك إلي حيث الغيوم الكثيره إلي حيث تلتقي الشمسُ بالماء حين غروبها
لم أعتقد أن الخبيث هذا سيسرقُك مني
لقد عانيتِ كثيراً , وكيف كان "الكيماوي" يقتلع شعرك الجميل ويفسد رموش عينيك التي أحبها
انا آسف لم أستطيع انقاذك وانا الآن وحيدْ وحيدْ جداً
وأفتقدك بشده
الأحد، 6 أغسطس 2017
صوتك .
احب الموسيقى التي تشنج قلبي ترفع صوت زفيري تجتاح كل خلايا دماغي تراقص الـ انا التي بداخلي توقظ طفلتي الصغيره القابعة في سرداب روحي
تُحي شيءٌ ما افتقده كثيراً
اشعر أنني حره رغم قيودي
يؤسفني جداً أن تلك الموسيقى لا يمكنها أن تعيش بداخلي
تنمو كزهره ربما أو صبار حتى لا بأس
ان تشع مثل نور نجمة أن تحرق حُزني كلهيب الشمس
ان تبقى هادئة كضوء القمر
اتمنى لو أنني أستطيع حبسها بين انا وانا
أن لا يحظى بها سواي
لطالما تمنيت أن يختفي صوتك هذا من العالم والكون وكل الذبذبات ليعيش فقط بداخلي
صوتك الموسيقى التي تستطيع مُحاربتي الطيران بي او أن تهوي بي لـ قاع الأرض
صوتك يجب ان لا يختنق بالبكاء
ان يبقى سعيداً دائماً
وأن يبقى مُلازمني دائماً
كيف يخترق صوتك كل جسدي ليصبْ مُعجزته في روحي أن أشعر أن صوتك يدٌ تُمدُ لي في حُزني
ووطنٌ وموطن وحضنٌ صغير جداً عميقٌ جداً يستطيع أن يكسر قيود المسافات تلك
اتمنى أن تبقى موسيقاي تلك
ملكٌ لي ..
الجمعة، 4 أغسطس 2017
بداخل احدهم
هل شعرت يوماً انك بداخل احدهم حبيس سجين ؟
تصرخ كي تجدْ نفسك
تَهذي كثيراً تُطالب بك ولكن لاجدوى
أنت الآن بعيد جداً
عالق في مكانٍ ظننتَ أنك تنتمي له
تنظر من خلال عينيه
تتحدث بشفتيه ولسانه
دون أن تشعر اصبحت بداخله
أصبحت هو
من الصعب جداً
أنْ تُحبس بداخل أحدهم أن تظل في عمقه أن تكاد تختنق وتموت وهو لا يشعر رغم أنك بداخله
أن تحترق لِتُضيء له
أن تركن حُزنك جانباً ليمتلأ قلبك بـ حزنه حينما يحتاج لذلك
دائماً وأبداً تُخبره أنك هُنا وأنه ليس وحيداً
لطالما جاهدتَ غضبك من أجله
شاركته وحدته حتى لا يبقى وحيداً
شاركته رغم أنك بعدم اكتفائه تشعر
كُدت أن تقتلع قلبك لأجله
دائماً أنت هُنا تُناضل من أجل أن لا تنطفأ ابتسامته
لكنه لا يراك ابداً
أنت فقط حبيس داخله
انت لست بخير بينما هو بخير
أنت حزين بينما لا يشعر بك
أنت تحتاج إليه بينما هو يرى احتياجك له ضعف
ويشعر انه قوي قوي جداً
يستطيع أن يتجاهل رسائلك يغلق هاتفه اثناء اتصالك
يتجاهلك ينساك اياماً كثيره بينما في داخلك أنت لا تستطيع نُسيانه
تجده أينما تذهب
وكأنك مُعاقب به
مُعاقب بطيفة الذي أصبحت تخشاه
لأنه يفقدك قواك يجعلك تنهارَ باكياً
عيناك تُهزم
صوتك يختنق بداخلك
والبُكاء وسيلتك ولكنه لا يُحرركَ منه
.