الجمعة، 11 أغسطس 2017

مُعاناة٢

خذ سلامي إليك حبيبي بعد الرحيل
بعد لف الكفن وبعدما أُصبح بقايا ماضٍ هزيل..
أعلم بأنك لن تقرأ كلامي الا بعد أن تسكن روحي إلى خالقها فأجاور الموتى وأكون من سكان المقابر .. لست أدري ما اقول ولكنِ سأحكي ما أنا خائفة منه ولا قدرت لي على أن أبوح لك به حتى لا تشعر بالحزن والعجز فأنا أعرفك أكثر من نفسك لطالما كنت أنانيةً بحبك شرسة في وجه من يحاول الاقتراب منك، تجولت بين حنايا روحك كملكة أو كنحلة كلما امتصت رحيقك ازدادت طمعاً وتعلقاً بك ، ولكن ملكتك اليوم خائفة.. خائفة من الموت الرهيب خائفة من تلك الحفرة التي اقترب ذهابها إليها ليس هنالك شعور أعظم من أن ترى الموت أمامك وتقف عاجزاً متصدع الجسد تنتظره بيأس اتعلَّم يا فؤادي سأخبرك بسرٍ لطالما وقفت حائراً أمامه كم من مرةٍ بكيت فيها بين أحضانك فتتعجب من تلك الدموع وتسألني ما بك  !؟ فأعجز عن الرد لست أدري بما كنت أفكر ولكني كطفلة صغيرة تهرول آلى أحضان والدها عندما تشعر بالخوف كنت اشعر بأني اشتاق إليك وأنا لا زلت منغمسة في نعيم يديك فهل ستشتاق لي يوماً كما هو حالي الآن !؟ كان هذا السؤال هو الذي كلما سألتك إياه غضبت علي وجن جنونك، أعلم بأنك كنت تخشى الفقد ولكن يا عزيزي لو كنت تعلم ما تعني لي الإجابة لما ترددت ابداً لكررتها على مسامعي في كل حين لكنت تركتني ارحل وقلبي مطمئن بأنه لن تسكن غيري زواياك ولن تتدلل عليك أخرى لن تعبث بشعر غيري كلما أردت أن تنتقم ، لست بتلك المثالية التي تستطيع أن تقول لك فالتأخذ غيري مكاني وانسى من تكون أنا !! ولست بتلك المتسامحة التي ستغفر لك ذلك إن فعلت ولكن أتعلم .. لا تأخذ بكلام أنثى قد أنهاها المرض وجعل أخر ملامحها تحمل من البشاعة الكثير حتى حروفها باتت ترتعش من وهن الأصابع ..
فالتعِش بعد موتي كما كتب لك ولا تعترض على القدر لعل لنا لقاءًا يكون بعد فراق مجهول الزمن
ولآخر مره أقول لك أحبك يا أجمل أوجاعي

وبينما هو يبحث عن رائحتها بين أجمل ثيابها سقطت تلك الورقة لتزيده وجعاً فوق وجعه

بقلم|هند يحيى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق