الأحد، 13 أغسطس 2017

زحف الشيب لرأسك.

في ميلادك الأول لن تكن مُدرك رهابة الأمر الذي سَتُصبح عليه   حتى سن العاشرة  ستتباهى بعمرك الذي يزيد كل مره رقم ويركض بك الكون والأيام والساعات
حتى تصبح شاب عشريني
  وستصبح أكثر تباهياً بشبابك وقوتك وجمالك
لن تدرك فظاعة السرعه التي مررت بها خلال العشرين سنه الماضية
لن تخشى تقدمك في العمر وعلاماته التي ستصاحبك بعد ثلاثين سنه من الآن
خوفك من الشعر الأبيض الذي سيعتلي رأسك خلسة
اخفاؤك له بالكثير " من الصبغات" لن يجدي نفعاً لانه وبمرور الوقت سيصبح أكثر قوه منها
تجاعيد وجهك , انهيار قوتك
أنت تعلم كيف سيصبح تقدم العمر أمراً مهيباً في السنوات القادمة
مُجتمعك لسنك هذا سيفرض الكثير عليك
ان تكن حكيماً هادئاً رجلاً 
والأمراض التي قد تلازمك ستفرض أيضاً عليك ماتريد
ستتخلى عن الكثير من الأشياء
ستصبح عينيك ضيقة النطاق , سيلتف حولك الكثير من الأحفاد
ستُصبح هزيلاً مملاً في بعض الأحيان لثرثرتك المستمره وربما تُصاب بالزهايمر وتفقدك بداخلك
حركتكَ ستقل , نومك سيزيد
متلازمة الشعور بـ أن الجميع لا يستطيع فهمك ستزيد أيضاً
يديك لن تصبح بقوتها وقبضتها القوية على الكثير من الأشياء التي صارعت في شبابك من أجلك
حتى رغبتك في الخروج للعالم ستنطفأ
ولكنك لن تدرك هذا ولن ترى كيف يصل إليك الشعر الأبيض والتجاعيد إلاَّ بعد حين
والمُخيف في هذا أنه لا يمكنك أيقاف زحف عمرك نحو التقدم وذبول جسدك
وفي الواقع أنت لا تملك سوى هذا الجسد الذي سيصبح بعد أن يحين الله طعاماً لدود وحشرات الأرض ذلك الجسد الذي لا تستطيع إيقاف تقدمه في العمر
ولا يمكنك أن تضع حداً يقف عنده عمرك
بـ المناسبة هذا هو خوفي الذي يُطاردني منذ سن الثامنة  الخوف الذي لا يمكنني أن أتخلص منه او أفعل حيال ذلك شيء
سوى أن أمضي في هذه الحياة حتى يُحاربني الوهن
وها أنا الآن سأكمل عامي التاسع عاشر
وانا حزينه لذلك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق