السبت، 24 فبراير 2018

أبي البطل

تلفاز منزلنا القديم
كنبة الجلوس الرثة
الحائط الذي أوشك على
الإنقضاض علينا اصبح كعجوز هرمَ وانحنى ظهره
هذا المنزل الذي ركله ابناء الحي في زوايته كنت احمله على اعتاب قلبي وابي المسكين فعل كل ما بوسعه لأجلي
شاب شعر رأسه وعتى ذلك البياض في مقدمة شعره
اما يده الخشنة تتحدث عن المرات التي أصلح فيها
خزان أحدهم من أجل أن يجد القليل من المال
وتلك الندوب كانت لتتحدث وتتفوه بما حاول أن يخفيه عني المرات التي عمل فيها جزاراً من أجل أن يحضر لي عشاء الليلة
ابي اعتاد أن يكذب عليا ويفيض الصدق من عينيه عينيه التي تلمعان حزنا
اخبرني ذات يوم أن رجلٌ  ما سيأتي ليترك لي الحلوى عند الباب كنت فرحه لم اعلم أنه سيدفع ثمن تلك الحلوى وهو يقضى الساعات لإصلاح تسرب في دورة المياه وينتهي منه ليكمل رص الطوب في طرف الحائط من أجل حلوى يضعها أحدهم بجانب باب منزلنا العتيق ليعود متألم وهنْ أخذ الألم منه ما أخذْ
كانت ليلة قاسية عليه عاد يتلوى من ألم ظهره طلب مني أن أصعد لأعلى ظهره بقدمي الطاهرتين كما قال وأنْ أخطو بعض الخطي في مكاني دون حراك
لعل مابه من ألمٍ يختفي هذا ما قاله لي حينما جلست بجانبة و عيناي اغروقت بالدموع لا أعلم ماذا يجب أن أصنع
هل كان صعودي إلى ظهره خطئية وذنب هذا السؤال يطاردني حتى اليوم
إنَّ
أبي بطلي الخارق دائماً ، وحبيبي الأول الذي امسك بيدي حين خروجي للحياة وأبي أن يفلتها رغم نهش الحياة له .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق