قبلة هادئه على جبينها ، أتبعتها كلمات حانية
(تصبحين على خير ياطفلتي)
طفلتها المَدللة ، تلك
لا تبرح من مكانها في حضرتها ، ولا تكف عن احتضانها تغرقها قبلاً
بل لو أرادت أن تفلق قلبها لتشاركها إياه لفعلت ذلك
حديثها تلك الطفلة ، وعشقها
طفلتها ، لا أحد جعلت له من قلبها موطناً سوى تلك الطفلة
بل أقسمت أن تهبها عيناها لو أرادت ذلك
طفلتها المشاكسة تطيل النظر إليها وتعانقها بابتسامتها
ترتشف تمتماتها الطفولية كعصير بنكهة عطرها
وبرائحة حديثها التي تجد فيه رائحة برائتها
تعزف لها كل صباح أغنية حاكتها من حرفها حينما كانت تغط تلك الطفلة في نوم عميق ، في سريرها الثمين ألا وهو حضن والدتها الدافيء
طفلتها المدللة، يمنع الإقتراب منها ، حذراً من وحش غيره في اعماقها لا يعرف لرحمة طريق ولا للهدوء سبيل
في كنف الغيره تخبأ تلك الطفلة وفي جوف قلبها تحبسها
وأما الأنانية التي تستثير روحها ، تبث الرعب فيمن حولها
طفلتها المدللة عليها أن تبقى بعيدا عن الجميع هكذا قالت لها
ان لا تحتضن أحد ، وأن لا يمسك بيدها سواها
وجنتاها الناعمة محرم أن تٌطبع عليها القبل حتى في المناسبات
طفلتها تلك كل ماتبقى لها من عالم تعدى أرقام العد إلى المجهول ، بسبب الكثرة
تلك الطفله هي آخر بقاياها ، فيها لذة طفولتها وشبابها وحتى عمرها الذي نحو القبر يجر أقدامة
تلك الطفلة ماهي إلا حصيلة كلمات ولدتها من رحم الخيال ، كلمات حفظتها في الورق أحكمت القبضة عليها وضممتها نحو صدرها لتنام وقبل أن تنام همست بصوتها(تصبحين على خير ياطفلتي)
فكلماتها تلك الطفلة التي أصابت قلبها بالصبابة
بقلم النسمة الرقيقة
الخميس، 26 نوفمبر 2015
تصبحين على خير ياطفلتي
أطفالي منذ ولادتهم من رحم قلمي
امرأةٌ شاخت ملامحها ، واستلقت التجاعيد على صفحات وجهها
ذات صباح التقت بها ، بلكنة الطفولة كانت تحدثها
ابنة العشرون عاما ، تداعب مسمعها كلمات أطفال السنه والسنتين ...!
أما لو رأيتها حين تتعرى مشاعرها على الورق لأجزمت انها امرأء الخمسه والأربعين سطرا بل المئه والألف حرفاً
حكمتها تصوغها الأحرف أما المشاعر فتنطلق من بندقية روحها
لتعانق الصفحات
شاخت في السطور وَ ولدت طفلة في أحضنها مُجددا
تناغي نقاطها ، وتقبل برغبة جامحه لتطبع قبل هادئة على حركات سكونها الثائرة ، بما في أعماقها
كيف بفتاة الكلمات يستهينون
وبمن تخيطُ من كل حرفا رقعة لا يعلمون
ثم يأتون إليها وهم حتى لا يجيدون فن الكلمات ولا يصيغون
أمسكي بعرائسي من الكلمات ، واقرأي
احتضني أحرفي فهؤلاء أطفالي
أطفالي منذ ولادتهم من رحم قلمي
منذ اللحظة التي أصبحت أشيخ وأعود يانعة العمر بين أسطري
ًهنا ياعزيزتي ، قابعة أنا
لست بطفلة السنة ولا بمن في المراهقة تترنح وأجزم أنني لم أبلغ من العُمر عتيّا
انا من كل واد لي نصيب ، لي من كل عمرٍ حرف ومن كل حرف حياة ، أما في سر الكلمات حدث بماتشاء ولا حرج عليك ..!
لكن إياك أن تقبل على من وهن عمرها ويفع في آنٍ
واحد لتداعبها ، كمن يداعبْ طفلٍ وليد حديث عهد بأول لقاء لك به ،
بقلم النسمة الرقيقة
سرقتني
الأحد، 8 نوفمبر 2015
رحلت الكارثة التي تدعين
الجمعة، 6 نوفمبر 2015
الخلاص للعالم
لم تغادر الحياه لكنّ الحياه هي من غادرتها فعاشت روح ضائعه
وجسد هزيل وقلب قد أقتلعه الآسى من مكانه ليبدلْ مكانه قلب هو من صنعه
طفله لو نظرت إليها
لكنْ ما إن تمعن النظر حتى ترى عجوز خالط شعرها البياض واستلقت التجاعيد على ملامحها بعنف
هكذا قررت أن تعيش في الظلام ، الذي ولدت فيه
ظلام الحزنْ الذي هي له طفله
فقد احتضنها بعنف فقتل كلّ فرحه في داخلها وأحيا أمسياته المعموره بآهاته والمتبرجه ببشاعته !
ومن فرطِ ما أصابها ، أصبحتْ تخاف كل شيء بل كلّ رجلْ أصبح يجلبْ لها الشؤوم في حياتها فوالدها كانت ترى فيه كل الرجال ، والدها الذي أهدى لها ألم البعد ، وأقسم أن يهب لها الحزن
حتى أصبحت تلك الفكره تعانق فكرها ، وتعيشُ في داخلها وتنتمي إليها ،و تخبرها إن الرجال جميعهم سيئون تماماَ مثل والدها فاعتنت بها في عمقها وأحتضنتها حتى أصبحت يافعه في داخلها !
و حينما تقدمَ لها شيخاً كبيراً طاعن في العمر ، وافق والدها دون أن يسألها حتى في الأمر
ومضت الأيام وزُفتْ إليه روحها التي قد غادرت إلى الوهن
وإلى هذا الرجل ، الذي لم يشعر بألمها بل عليه أن يسعد نفسه ولوكان في المقابل هناك من يحتضر بسبب سعادته
مضت الأيام وكشف زوجها عن أنيابه ، خلع رداء اللطافة الذي كان يرتديه في الأسابيع الأولى القليلة
وأسفر ضوء الشراسه عن رجل تجرد من كل معنى للرفق ، وقرر أن يكمل مابدأ والداها ، فآعتاد أن لا يعود إلى المنزل إلا بعد منتصف الليل وعليها أن تكنْ مستيقظه بل حتى لم يدعها تكمل الدراسه
وعليها أن تنجز كلْ مايطلبه منها وفي الوقت المحدد والويلُ لها إن لم تفعل ذلك بل إن في ذات مره عاد إلى المنزل غاضب فوجدها نائمه فانهال عليها بالضرب دون سبب حتى كادت ان تموت هكذ كان يمارس عليها فنون القصاص التي لا تميتها لكنها تميت مابداخلها لا تؤذي جسدها كما تؤذي الطفلة الصغيره التي تسكنها تلك الطفلة التي هي بحاجة للعناية والإهتمام ، وازداد الأمر سوء حينما مضى على زواجها القليل من الأيام
وأكتشفت حملها ، كادت أن تجن فكيف لها ان يحدث هذا الأمر ومعها هي
قررت حينها أن تجهض مافي بطنها ، ودون علم زوجها لكنها لم تستطيع ذلك ، انهارت تبكي وتبكي لكن لامنجى من الحقيقة التي تعيشها
وبعد مرور القليل من الأيام سألها زوجها قائلاً لها : أظن إنك حامل ؟
ردت عليه بتجهم : ومالذي يدعك تظنٌّ هذا ،،؟
ثمّ إنني سأسقط هذا الجنين لا حياة له أقسم لك ذلك
، صعقَ الزوج عندما سمع ماقالته أحلام
لكنه التزم الصمت ولم يتفوه بكلمه ، وأمسك غضبه الهائج في داخله فقط من أجل الطفل الذي بداخلها ، لانه يريد مافي بطنها
فهو بحاجة إلى ولد يحمل إسمه ويسانده
ولم يفكر في هذا إلا حينما بلغ من العمرَ عتيّا
وعلى الفتيات اللاتي يعشن حياة أشبه بحياة أحلام ان يدفعن ثمن ذلك على كل فتاة ولدت في أحضان رجل يرى إن مهنة الفتاة في تلك الحياه هي الزواج أن تكن هي الضحية في هذا الأمر وأن يكنْ هو الأب العظيم الذي فعل لأبنته المستحيل ، يالا وقاحة التفكير !
أعد غرفة بسرير نومْ فقط ، ودورة مياه
ثمّ ذهب إلى أحلام وطلب منها التوجة إلي تلك الغرفة لتقوم بنتظيفها مضتْ عشر دقائق وهي جالسه لم تتحرك من مكانها فصرخ عليها غاضباً ، فقامتْ مسرعهه لتتفادى ضرباته المبرحه
وما إن دخلت حتى اغلق الباب عليها وأحكم إغلاقه بالمفتاح ، صرخت أحلام تستنجد طالبه منه أن يعود إليها ويفتح الباب
لكنه
ردّ عليها ببرود : في احشائك ابني وأنا لا أريدْ أن يأتيه أيّ آذى بعد تسعة أشهر حينما تلدينه سأطلقك وهو سيتربي في عزي فأنا لم أتزوجك إلا لهذا السبب
وآنهى كلماته تلك بضحكات ساخره
مضت الأيام وازداد حالت أحلام في السوء ، لم يتوقف الأمر على صحتها بل حتى على نفسيتها ومن شدة ما أصابها من قهرْ قد أكلت أظافرها
وشعرها الذي كان يشدّ الناظرإليها لم يبقى منه شيء
وفي ذاك اليومْ حينما أتاها المخاض
أستيقظ زوجها على صرخاتها وأخذها مسرعه إلى مستشفى وانجبت طفلاً ، تتلون الحياة بالبهحة كلما نظرت إليه
طفلْ كأنما يقول :
لها يأمي أنا هنا اليوم لأزيحَ عنك كل آلام الماضي وأهبك حياة غير التي كنتِ تعيشينها
لكنها لم تلقي لتلك البراءة التي كانت تشرق من وجهه بالاً بل ولادته أيقظت في داخلها شرّاً مستطيرْ
بعد يومين خرجتْ من المُستشفى وعادت إلى بيتِ زوجها
الذي طلب منها أن تعدْ حقائبها وتذهب إلى منزل والدها فقد آنتهت المهمة التي كانت عليها أن تنجزها والآن هي لاشيء لم تتناقشْ معه أو ترد عليه حتى بشيء رغم أنها ستعلم مالذي ستلاقيه من والدها في المنزل وكيف سيكون حاله عندما تصله ورقت طلاقها
بالطبع والدها لن يشفق عليها ويرى مدى دناءة فكره التي أودت بحياة ابنته لن يحتضنها ويمسح على رأسها ويطلب منها غفرآن ذنبها
أجابت لما طلب منها وأعدت حقائبها وآستعدت ، وحينما أوصلها للمنزل ، رنّ هاتفه نظر إليه وجدها الخادمة ذهب مسرعا ًمتلهفا لصغيره الذي لم تلقي له بالاً والدته وكأنها ليس قطعةً منه
عاد المنزل لكنه صعق حينما رأى الخادمة تحمل الصغيرُ في يدها وتخبره أنه متوفي
حمله كالمجنون وذهب به إلى المستشفى وأكدت الفحوصات موته بالاختناق فانهار يبكي
أخرج هاتفه ليخبر زوجته الذي أوشك على طلاقه
فوجدَ إنها بعثتْ له برسالة كتبتْ فيها (عانيتُ الحرمان كثيراً وإني أكره كل رجلْ ، وليبقى العالم بعيداً عن آذى طفلك قررتُ قتلهَ
عليكَ أن تشكرني فلتوِ قد خلصت العالم من شيء ينتمي لك )
تم الإبلاغ عنها وتبينّ إنها أصيبت بالجنون وإن حالته النفسيه لمن تكن مستقره
هاهو العنف أودى بحياة طفل بريء ليس له ذنب
وطفله عاشت حياتها في الألم واستقت من كؤوسه أبشعها فماتت منذ مولدها ومات كل مافي أعماقها ، وهاهي تقتل فلذة كبدها مدعيه إنها تريد للعالم الخلاص
قد غادرت !
ثمة شي يتربع بعنف على أضلعها فيختطف أنفاسها ، ليجعل منها أنفاسٌ لاهثه مُتسارعه
في داخلها تقام المعارك المؤذيه ، حيثُ سجنت روحها في الظلام ، وحيثُ في اللاوجود تعيش هي
حنان تلك التي أصبحت أحلامها قابعه في الظلام فقد زفتْ كل أمالها إلى المقبره الرثه
تلك المقبره التي صنعتها في أعماقها
عيناها هي المنفذ إلى روحها فإن نظرت إليها رأيتها تزفّ إليك نظرات خاطفه لأبنه لم تتجاوز
الثامنة عشره من عمرها لكن
ما إنْ تُمعن النظر حتى ترى عجوز تستنجد قد بدت الدموع تتلألأ في عينها
والزمن قد ترك تفاصيله العابره في ملامحها
من ينظرْ إليها يظنها لا تتحدث ولا تتكلم ، صماءٌ بكماء ، أعينْ الشفقه هي
من تلاحقها وتتسلل إليها من مكانٍ إلى مكان
اتخذت من فصلها زاوية تأوي إليها لتُخفي شرودها ، الذي تعيش فيه
لكنّ تلك المعلمة قد كشفت الستار الذي طالما أسدلته حنان عليها ، كي تبقى بعيده وتعيش في منفاها كم آعتادت ذلك
وفي ذاك اليوم بعد إن أعلن الجرسْ إنتهاء الحصة ، طلبت المعلمة من أحلام الخروج معها فإنها تريد التحدث إليها
وبخطى متثاقله تحدثْ ضجيج خوفْ في عمق أحلام خرجت
سألتها المعلمةحنان مابك ؟ فإني في كل مره أنظر إليك أراك شاردة الذهنْ
اكتفت حنان بالنظر إليها وسرعان ما آشاحت بوجهها بعيداً قائله : لاشيء ثم ماهذا التطفلْ
لم تترك للمعلمة فرصه للحديث بل قدْ ولتْ هاربه لتعود إلى تلك الزاويه وتضع رأسها المتعب على الطاولة لتأخذْ الدموع مجراها المُعتاد
آنتهى اليوم الدراسي وعادت حنان إلى منزلها حيثُ يكمن الجحيم ، وحيثٌ تنهالُ عليها الآلام وتأتيها من كل فجِ عظيم
منزلها الذي تأوي إليه فتجدُ فيه نفسها طفلة للحزن تعيش في ظله ، وتتنعم بكل أنواع الآسى فيه
اعتادت أن تكنْ أسيرة الكتمان ، وتعيش في بحيرة الأوهام
فلا حلمً يبقى ، ولا أحلام ستتحقق ، فصوتُ والداها الذي يدوي في أركان المنزلْ كافي في أن يزلزل أركانها ويحطم بنيان روحها فتخرّ
صعقه من شدة خوفها ، فهاهي أمْ منذً العادات والتقاليد الذي أصبح والدها لها عبدْ
فقدمها لتلك العادات قربانً ، ولم يأبى لما سيحدث لها
بل أمس في منتصف الليل فرتْ هاربه من منزل زوجها الذي أشبه في تعامله ككلب مسعور
وقابلها والدها بالضرب المبرح ، بل وأقسم أن يعيدها إلى زوجها وله الأمر في أن يفعل مايشاءْ
كان يضربها بسوطِ الكلام وابنتها التي لم تتجاوز التسعه أشهر معها بل الطامه الكبرى إنها حامل ، وفي الشهر الثالث
وبعد عودتها من المدرسه ، جلست تنتظر في غرفتها حتى عودت والدتها
وذهب إليه لتتحدث معه وكانها ذاهبه لتختار أين يكون قبرها ، وكذلك لتشتري لها الكفن ، كان والدها المتعجرف يجلس على الأريكه يتصنع الثقافه ، بل وكيف ذلك وهو عبدْ لتلك العادات والتقاليد القاتلة
قالت له بصوتْ قد أوهنته الحياه : أبي أريد أن اخبرك بشيء ...
قاطعها قائل لا تكملي حديثك : زوجكِ قد هاتفني قبل قليل وأخبرته إنك في المدرسه
والآن هاتفته لأخبره بعودتك وبالطبع هو في الطريق إليكِ
حنان : أرجوك يا أبي أنه يتفنن في أنواع التعذيب بل وأصبح يتقن أشدها وأبشعها وكأنني لستُ زوجته
لم تستطيع إكمال حديثها بل انهارت تبكي وقد وقعت أرضاً من شدة البكاء
أبعد الصحيفه التي كانت تغطي وجهه واخذ يُحدقْ إليها بسخريه وأتبع نظراته تلك ضحكه هازئه
قطع ضحكاته تلك صوت الجرس فذهب مسرعاَ نحو الباب وهو يقول لها : بسرعه أذهبي حضري نفسك أنتِ وتلك الشيطانه ابنتك
فلابدّ أن زوجك هو الطارق وبالفعل زوجها كان هو الطارق لكنّ الطامه الكبرى إنه لم يعد ليأخذها بل ليسلمْ لأبيها ورقة طلاقها
ثم ولاهُ ظهره ورحلْ دون أن يتفوه بكلمه ، لم يتمالك والدها الأمر بل ذهبَ إلى غرفتها وأطلق العنان للوحش الذي بداخله فركلها وضربها بكل ما أوتيَ من قوه حتى فقدت الوعي ، ثم خرج من الغرفة، بعدما فعل جريمته البشعه وكأنه لم يفعل شيء
وعاد جلس في مكانه مرت ساعه ثم ساعه أخرى وصوت طفلتها الصغيره يتعالى بالبكاء ، فأخذ يصرخ من مكانه أمراً حنان أن تسكت تلك الصغيره لكنه لا احد يستجيب لأمره فذهب إلى الغرفه فوجد حنان كما تركها ففزع خائفاً حملها إلى المستشفى وبعد الإنتهاء من الفحوصات أطمأن على حالها وإنه لابد أن يعتني بها فهي حامل في الشهر الثالث ، وما إن تناهت تلك الكلمه على مسمع والدها حتى كاد أنْ يَجن ، عاد بها إلى المنزل وقد أقسم على أن يفعل بها ماتتمنى الموت بدلاً منه
وفي تلك الليله حينما تعلق النوم بأهدابها وغلبها رغم الحزن الذي يقتلها والرعب الذي يملأ قلبها نامت
تسلل والدها إلى الغرفه بهدوء ، فقد نجح مفعول المنوم الذي وضعه في كأس الماء الذي قدمته الخادمه له
أحضر الحبال وقام بتقيد قدمها ويدها واحضر السكين ليخرج الطفل الذي بداخلها فزوجها قد طلقها وهو ليس في مزاج يسمح له بأن يزيد ولو فرد واحد في عائلته ، وضع لها المخدر الموضوعي وبدأ في تمرير السكين لتحدث شقاً هائلا في بطنها وهو يفعل ذلك دون أن يرقُ قلبه أو حتى يتذكر إن تلك التي بين يده ابنته والآمانه التي تركتها زوجته الراحله ، وحينما فتحت عينها أحلام صعقت فالألم لم يهدأه المخدر ، نظرتْ إليه بعيون دامعه وحشرجة الألم تخنقها وبالكاد أستطاعت أن تقول : أبي ماذا تفعل ؟
رد عليها بصوت مُتجرد من الرحمه خالي من كل معنى للرفق : لاشيء فقط أخلصكِ مما في بطنك فاليوم وصلتني ورقة طلاقك
أخذ يغوص بيده في أحشائها وأخرج الجنين من بطنها واعاد خياطته وهو يشعر بالفخر فلتوٍ أنجز عملاً عظيماً !
أما حنان فعليها السلام فلم تنجو من هذا الفعل الشنيع فقد غادرت الحياه زهره في مقتبل عمرها تركت أحلامها وطفولتها ، بل لم تعش كل هذا ، بل عاشت الجحيم والألم
حتى ظنت إنها ولدت مع الحزن فأصبحت له توأماً لا تفارقه ولا يفارقها ، قد غادرت حنان تاركة خلفها أب تجرد من الأبوه بل عليه غيظها حتى يوم القيامه
وحينما تيقنّ من موتها ألقى بها في الصحراء دون أن يأبه لها وكأنه لم يرمي إلا مخلفات لا فائده لها ، وبعد يومين من الحادثه وغيابها عن المدرسه رغم إنها كانت تغيب كثيراً لكن تلك المعلمه شعرت بأن هناك شيئاً ما ، هاتفت والدها فردّ عليها ببرود قائل لم يعد في الحياه حنان وأغلق الهاتف شعرت بالريبه فأخبرت الشرطه وحينما وصلو إلى المنزل تم اعتقال الوالد وبعد التحقيق أقرّ فعلته ووجدوا الجثه فعلاً
وهنا تنتهي البصمه العنيفه التي تركها هذا الوالد المدمن الذي اكتشف الجميع ذلك بعد الفحوصات التي أجريت له في قسم الشرطة الإدمان الذي أصابه تلك الليله بالجنون ففعل مالايفعله عاقل ولا يقدم على فعله والد
هي غادرت ولن تعود والندم لن يحدث التغير ولن ينتقم لها ، عانت بما يكفي وتجرعت مرارة الحياه في كوؤس زاهيه
والدتها التي تركتها في حضنُ والدها منذ ولادتها فقد فارقت الحياه حين مولدها
واليوم أيضاً رحلت حنان وآنتهت الحياه القاسية التي عاشتها ولعلّ في الجنة تجد ماحرمت منه في الحياة الدنيا !