الجمعة، 6 نوفمبر 2015

الخلاص للعالم

لم تمت لكن الحياه أماتت كل ماينتمي إلى السعاده في داخلها
لم تغادر الحياه لكنّ الحياه هي من غادرتها فعاشت روح ضائعه
وجسد هزيل وقلب قد أقتلعه الآسى من مكانه ليبدلْ مكانه قلب هو من صنعه
طفله لو نظرت إليها
لكنْ ما إن تمعن النظر حتى ترى عجوز خالط شعرها البياض واستلقت التجاعيد على ملامحها بعنف
هكذا قررت أن تعيش في الظلام ، الذي ولدت فيه
ظلام الحزنْ الذي هي له طفله
فقد احتضنها بعنف فقتل كلّ فرحه في داخلها وأحيا أمسياته المعموره بآهاته والمتبرجه ببشاعته !
ومن فرطِ ما أصابها ، أصبحتْ تخاف كل شيء بل كلّ رجلْ أصبح يجلبْ لها الشؤوم في حياتها فوالدها كانت ترى فيه كل الرجال ، والدها الذي أهدى لها ألم البعد ، وأقسم أن يهب لها الحزن
حتى أصبحت تلك الفكره تعانق فكرها ، وتعيشُ في داخلها وتنتمي إليها ،و تخبرها إن الرجال جميعهم سيئون تماماَ مثل والدها  فاعتنت بها في عمقها وأحتضنتها حتى أصبحت يافعه في داخلها !
و حينما تقدمَ لها شيخاً كبيراً طاعن في العمر ، وافق والدها دون أن يسألها حتى في الأمر
ومضت الأيام وزُفتْ  إليه روحها التي قد غادرت إلى الوهن
وإلى هذا الرجل ، الذي لم يشعر بألمها بل عليه أن يسعد نفسه ولوكان في المقابل هناك من يحتضر بسبب سعادته
مضت الأيام وكشف زوجها عن أنيابه  ، خلع رداء اللطافة الذي كان يرتديه في الأسابيع الأولى القليلة
وأسفر ضوء الشراسه عن رجل تجرد من كل معنى للرفق ، وقرر أن يكمل مابدأ والداها ، فآعتاد أن لا يعود إلى المنزل إلا بعد منتصف الليل وعليها أن تكنْ مستيقظه بل حتى  لم يدعها تكمل الدراسه
وعليها أن تنجز كلْ مايطلبه منها وفي الوقت المحدد والويلُ لها إن لم تفعل ذلك  بل إن في ذات مره عاد إلى المنزل غاضب فوجدها نائمه فانهال عليها بالضرب دون سبب حتى كادت ان تموت  هكذ كان يمارس عليها فنون القصاص التي لا تميتها لكنها تميت مابداخلها لا تؤذي جسدها كما تؤذي الطفلة الصغيره التي تسكنها تلك الطفلة التي هي بحاجة للعناية والإهتمام ، وازداد الأمر سوء حينما مضى على زواجها القليل من الأيام
وأكتشفت حملها ، كادت أن تجن فكيف لها ان يحدث هذا الأمر ومعها هي
قررت حينها أن تجهض مافي بطنها ، ودون علم زوجها لكنها لم تستطيع ذلك ، انهارت تبكي وتبكي لكن لامنجى من الحقيقة التي تعيشها
وبعد مرور القليل من الأيام سألها زوجها قائلاً لها : أظن إنك حامل ؟
ردت عليه بتجهم : ومالذي يدعك تظنٌّ هذا ،،؟
ثمّ إنني سأسقط هذا الجنين لا حياة له أقسم لك ذلك
، صعقَ الزوج عندما سمع  ماقالته أحلام
لكنه التزم الصمت ولم يتفوه بكلمه ، وأمسك غضبه الهائج في داخله فقط من أجل الطفل الذي بداخلها ، لانه يريد مافي بطنها
فهو بحاجة إلى ولد يحمل إسمه ويسانده
   ولم يفكر في هذا إلا حينما بلغ من العمرَ عتيّا
وعلى الفتيات اللاتي يعشن حياة أشبه بحياة أحلام ان يدفعن ثمن ذلك على كل فتاة ولدت في أحضان  رجل يرى إن مهنة الفتاة في تلك الحياه هي الزواج أن تكن هي الضحية في هذا الأمر وأن يكنْ هو الأب العظيم الذي فعل لأبنته المستحيل ، يالا وقاحة التفكير !
أعد غرفة بسرير نومْ فقط ، ودورة مياه
ثمّ ذهب إلى أحلام وطلب منها التوجة إلي تلك الغرفة لتقوم بنتظيفها مضتْ عشر دقائق وهي جالسه لم تتحرك من مكانها فصرخ عليها غاضباً ، فقامتْ مسرعهه لتتفادى ضرباته المبرحه
وما إن دخلت حتى اغلق الباب عليها وأحكم إغلاقه بالمفتاح ، صرخت أحلام تستنجد طالبه منه أن يعود إليها ويفتح الباب
لكنه
ردّ عليها ببرود : في احشائك ابني وأنا لا أريدْ أن يأتيه أيّ آذى بعد تسعة أشهر حينما تلدينه سأطلقك وهو سيتربي في عزي فأنا لم أتزوجك إلا لهذا السبب
وآنهى  كلماته تلك بضحكات ساخره
مضت الأيام وازداد حالت أحلام في السوء ، لم يتوقف الأمر على صحتها بل حتى على نفسيتها ومن شدة ما أصابها من قهرْ قد أكلت أظافرها
وشعرها الذي كان يشدّ الناظرإليها لم يبقى منه شيء
وفي ذاك اليومْ حينما أتاها المخاض
أستيقظ زوجها على صرخاتها  وأخذها مسرعه إلى مستشفى وانجبت طفلاً ، تتلون الحياة بالبهحة كلما نظرت إليه
طفلْ كأنما يقول :
لها يأمي  أنا هنا اليوم لأزيحَ عنك كل آلام الماضي وأهبك حياة غير التي كنتِ تعيشينها
لكنها لم تلقي لتلك البراءة التي كانت تشرق من وجهه بالاً بل ولادته أيقظت في داخلها شرّاً مستطيرْ
بعد يومين خرجتْ من المُستشفى وعادت إلى بيتِ زوجها
الذي طلب منها  أن تعدْ حقائبها وتذهب إلى منزل والدها فقد آنتهت المهمة التي كانت عليها أن تنجزها والآن هي لاشيء لم تتناقشْ معه أو ترد عليه حتى بشيء رغم أنها ستعلم مالذي ستلاقيه من والدها في المنزل وكيف سيكون حاله عندما تصله ورقت طلاقها
بالطبع  والدها لن يشفق عليها ويرى مدى دناءة فكره التي أودت بحياة ابنته لن يحتضنها ويمسح على رأسها ويطلب منها غفرآن ذنبها
أجابت لما طلب منها وأعدت حقائبها وآستعدت ، وحينما أوصلها للمنزل ، رنّ هاتفه نظر إليه وجدها الخادمة  ذهب مسرعا ًمتلهفا لصغيره الذي لم تلقي له بالاً والدته وكأنها ليس قطعةً منه
عاد المنزل لكنه صعق حينما رأى الخادمة تحمل الصغيرُ في يدها وتخبره أنه متوفي
حمله كالمجنون وذهب به إلى المستشفى وأكدت الفحوصات موته بالاختناق فانهار يبكي
أخرج هاتفه ليخبر زوجته الذي أوشك على طلاقه
فوجدَ إنها بعثتْ له برسالة كتبتْ فيها (عانيتُ الحرمان كثيراً وإني أكره كل رجلْ ، وليبقى العالم بعيداً عن آذى طفلك قررتُ قتلهَ
عليكَ أن تشكرني فلتوِ قد خلصت العالم من شيء ينتمي لك )
تم الإبلاغ عنها وتبينّ إنها أصيبت بالجنون وإن حالته  النفسيه لمن تكن مستقره
هاهو العنف أودى بحياة طفل بريء ليس له ذنب
وطفله عاشت حياتها في الألم  واستقت من كؤوسه أبشعها فماتت منذ مولدها ومات كل مافي أعماقها ، وهاهي تقتل فلذة كبدها مدعيه إنها تريد للعالم الخلاص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق