الجمعة، 16 ديسمبر 2016

صديقُ عُزلة

صديقُ عُزلة
انتهك الصمتُ كل حقوق حديثة
بعيداً نُفيتُ أحرفه
كأن لسانه أُقتلعِ من مكانه
اذكر غرفتهُ التي كان لا يتعدى عتبت بابها تعجّ جُدرانها بالأحاديث ، بالكلمات
زواياها مُمْتلئة
بأحرفه ، الأحرف التي لم تنطبق شفتيه ولم يتحرك بها لسانه
خاوي الملامح
ذابل المشاعر
اتسائل مالذي أصابه بـ هذا الهرم والشيب الذى اعتلى رأسه رغم أنه ويبدو مازال مُزهر العمر
نعم ...
مزهر العمر أشيبُ الملامح والروح
انتفض من سُباته في عالم خياله
على طرق الباب
دخلت إليهِ طفله لا تتجاوز من العمر سبعة أعوام
طبعتْ قُبلة على جبينه
وآخرتين في راحة يديه

_بابا ....بابا
الا يمكنك الخروج معنا والجلوس
يدك بارده
وجهكَ ذابل
جدتي ايضاً تقول أن حُزنك هذا يقتلها
وأمي........ لقد أطالت الغياب متى تعود؟
أشاح بوجهه بعيداً
ترك لدموعه مساحةٌ شاسعه على خديه وطلب منها الخروج
اخرج أوراقة المهترئة
وصورٌ كثيره ومجلداتٍ كبيره
واخذ يبحث عن صفحه فارغة ليهرب إليها كما اعتاد وبينما وهو يقلب صفحاته

٢٥ آبريل
عينيك أملاكي
وحرباً لا سلاماً على من يحاول احتلالُها.
٢٨ آبريل
اسفل أنفك
وأعلى ذقنك
جرائمي حلالٌ
ارتكابُها .

١٥ يوليو
على من ابتغى سرقتكِ جحيمٌ يُصلى إليها.

١ اكتوبر
لا أعلم حبك لماذا يقودني
واحتلالك لـ قلبي ماذا ستكون آخر جرائمه .

١٩ ديسمبرْ
في حدود ذراعيّ وطنك
وبين شفتيك وطني
عدلٌ الأمر
ولو أن العدلْ أن أسرقك لتعيشين في قلبي
وسجنكِ أضلعي

اغلق كتابه
افتقد ايامه
تذكر رحيلُ أميرته
وغلب على أمره الحزن
قائلاً لم يسرقك أحد بلْ سرقُك الموت
لم يمضي على حزنه هذا شهر ليكون بجانب قبر أميرته قبره

إلى أيُّ حدْ يفعل الحب ، ويجرمْ الفقد والاشتياق بنا ؟ 
إلى أيُ مدى ترهقنا المسافات ويفتعلُ الألم شقائه على أجسادنا
فيتركها بعد صحةٍ مريضة
وبعد فرحها تبقى هزيلة
نخبأ الحزن حتى نصبحُ من أملاكهِ
كيف لأحدهم هذه القدره في جعلنا متشبثين في الحياه بسببه
وبرحيلهِ ينتهي الأمر وانا أقصد الرحيل المرغمين عله لا المخيرين به
من قال أن الحب لا يَقتلْ
والشوق لا يُمرض
والحنين لا يسرق
والمسافات لاتنهَب
قاتل الله كل تلك المسافات كل اسباب الرحيل كل الأمور الخالية من محادثاتٍ تصنعُ يومنا
وترمم الحطام بداخلنا
وتزرع شتلاتُ الورد في طُرُقاتناَ
قبل أن انتهي أودُ قولها لك : أحبك
ربما يفوت الأوان فأعود على أعقابي نادماً منكسراً لأنني لم أحدثك بها
أحبك مجدداً
احبك دائماً وابداً
احبك حتى النهاية ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق