السبت، 30 أبريل 2016

سادستي

أن يوقظنا المنبة في تمام الساعة السادسة
فنتذمر كعادتنا ...!
ونلعن ألف مره ذلك المنبة الذي أيقظنا ....!
ننظر جيداً لـ ساعة لنطلق تنهيدة آخرى ، يومٌ آخر من المدرسة والدراسة
ومن هنا تبدأ تراتيل الغضب ، ننهض ثم نستعد ، لا نتسابق لـ ذهاب إلى المدرسة
لكن قلوبنا نحو بعضنا البعض تسبقنا
كرهنا ذلك الوطنْ الصغير ثلاثة عشره سنه وفي السنة الثلاثة عشر وجدنا أننا طيل تلك السنوات الإنتماء له يسكنناَ
أقلامنا تشهد بذلك ، كُتبنا ، وحتى أحاديثنا
وبولاء ، رددنا
سادستنا ياسادسة المجد والعلياء ....!
الجرس ، بين الحصص يعني لنا الحرية لبضع دقائق !
والفسحة كانت تعني لنا نُزهة طويلة
تشاركنا حتى قطعة الكعك
تعلمنا أن نشد بـ أيدينا على أيدي بعض
معاً في الصعاب ، كانت تلك وحدتنا وقوتنا
حتى ذلك السائل الملحي ما إن يسقي وِجْنتْ آحدنا إلا وسقت أعيننا وجنتينا معها
نرتل الأناشيد
ونلحن الكلمات
تراقصنا تلك التفاصيل الصغيرة
فلا نكف عن ذكرها حتى بعد عودتنا للمنزل !
نستذكرها وكأنها الآن تحدث ، دون أن نملّ التكرار
تعلمنا جيداً ، أن الحب لا يعني كلمة
والصداقة ليست قطعة حلوى فقط
ورغم التذمر الذي يصيبنا لم نكن نريد المغادرة ولو كانت تلك الكلمات تملأ صخب أحاديثنا
آنتمينا لذلك الموطن
فكان ولاؤنا له
رددنا من أجله الأناشيد
ورتلنا الكلمات
كتبنا القصائد والجمل
ثم هاهو الرحيل يسابق مشوارنا الطويل ، ليتوقف الطابور الصباحي
والسلام الملكي ، واذاعة الصباح لن تتناهى لمسامعنا مجدداً
سيختفي صوت الجرس ، وسنشتاق له حقاً
حتى تلك الخمس والأربعين دقيقة كانت تعني لنا الكثير
ستنتهي ، ثم نعلن الرحيل لتبقى الذكريات وبضعٌ منا هنا في موطننا وشيءٌ من أحاديثنا !
وربما حتى تلك الكلمات التي كنا نرددها قد علقت بلسان أحدهم فـ أصبح يرددها كما كنا نفعل
كـ صباح الخير لسعوديةٍ نعتز بها وتعتز بنا وصباح الخير لسعوديةٍ نفخر بها وتفخر بنا !
لـ ذلك الموطن حبٌ توسدنا وذكرى كعقد عانقنا ، يأبى الزوال ، والنهاية
لكِ ياسادستي بعد الرحيل وقبل الرحيل وحين الرحيل
حنيني وشوفي وَ ولائي ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق