اضمحلتْ عيناها لشدة البكاء
جسمها تآكل مما أصآبه
تراها ترقد على سريرٍ
البياض سيدة
في يدها
اليسرى مغذي الحنين
كي لا يجوع فيثور عليها
وفي الآخرى
مضاد يقتل كريات الحب الحمراء
لو نظرت إليها لشعرت بما فيها
أصفر لونها
وملامحها أصبحت ذابلة
لا تسري الحياة فيها
رغم إنها مازالت على قيدها ...!
كانت تنظر إليها تلك
من خلف الزجاج
تتألم وعيناها تنساب منها الدمعات
وصوتها تملأه الآهات والحسرات
تقلب البصر في تلك الغرفة الخاويه
على عروشها
لعلها تبصر شيئاً هي تجهل ماتكون
لكنها تريد أن تبصره
توقف عن النظر بعد إن أرهقها البحث
حتى بين ذرات الهواء
واستقرت عينها على
تلك الراقدة بوهن بضعف
بانكسار وألم
في داخلها كان كل شيء
تآلف
حاق بها هلاك عظيم
تجهل متى ، وكيف ومالذي حصل
حتى ....؟
رفعت يديها المرتجفتين إلي السماء
وعينها توجهت ببريقها إلى السماء
أيضاً
وبصوتها المتناهي في اللطافة والرقة
قالت : يالله أرجوك أجعل للفناء طريقاً
إليها
وارزقها الموت العاجل
يالله أنتزع الحياة منها
واجعلها خاوية
استأصل منها كل مايبقيها على قيد الحياة
لم تنهي دعاؤها
حتى آتاها الإنذار من الحجرة ، انذار الرحيل
الموت ، والذهاب دون عودة
اتاها ولم يكن صوت مزعج ، ترتعد منه
أوصالها
حينها بكل هدوء اتجهت نحو الغرفة ، لتدثرها بغطائها
فإنها رحلت
دثرتها بغطاء اللامبلاه واستدارت لتخرج وهي مبتسمة!
لم تكن حزينه ، عابسه ووجها مكفهر ....!
بل ما إن أعلن الجرس عن وفات المسكينة
حتى اشرق وجهها وأنارتْ روحها ودفعتها شفتاها لِأن تكشف عن ابتسامة فاتنه
وقبل أن تغلق الباب اتخذت من نظرتها الخاطفة طمأنينة بأنها ماتت تلك
أغلفت الباب واسندت ظهرها المحدب مما كانت تحمل عليه من أعباء في اليوم هذا كانت نهايتها
وقالت : كفنوها بالبرود غسلوها بالبرد
وادفنوها في عمق الخرس والصمت
واحكموا الإغلاق عليها مجدداً
كي لا يجرأ أحد على ايقاظها من سباتها
ولتنم نوما طويلاً كأصحاب الكهف بل أشد
طولاً
فلربما بنومها تهنأ روحي
صمتت تفكر
ربما كانت تنضم قصيدة رثاء
او خاطرة من يعلم قد تجعل من تلك القصة رواية
ولكن كيف وهي متناقضة في أحاديثها ...!
وفجاءه
بصوت خافت قالت : ولتهنأ مشاعري في قبر البرود والتجاهل
بين رمال التجاهل وصقيع اللاشعور
عليك السلام يامشاعري
كان هذا آخر ماقالته !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق