الأحد، 31 يناير 2016

وبعد الأربعين عاماً بعام

كانت لحظة صارمة
دقائقٌ فاصلة بينما كانت علية قبل قليل وما أصبحت عليه بعد هذا القليل
ابتسمت بعفوية
ولوحت بيدها نحو السماء
وروحها كانت تهتف بالمجد والمجد
ماذا كانت تعرف عنه
حسناً هل تظنه العبث في أنحاء الأرض وتقيد العالم كما تشاء
الآن أصبحت كبيرة
ألها السلطة في كل مكان ؟
أوامرها هل هي قيد التنفيذ عاجلاً غير آجل ؟!
وهل غضبها يخاف منه الجميع
الشقية المدللة كبرتْ
واحتد صوتها ، بل هذا ماصنعت  فيه
حده لا آثر لها
قبل قليل كانت ترجوا الدقائق الخمس أن تمضي بسرعة كسرعة برق أحاط بالأرض لثانية
كانت تستلقي على سريرها  لكنها
نهضت
بسرعه نحو المرآه ، اسدلت شعرها الناعم وكأنها أسدلت ظلام الليل على ظهرها
ثم مالبثت حتى قفزت عالياً وصرخت بأعلى صوت
كبرت ، أصبحت كبيرة
ماذا كانت تعرف عن المضي عاماً او شهراً او اسبوعا او حتى يوم في العمر
السلطة
القوة
الجرأه
وفعل كل ممنوع في صغرها

الآن بعد ان أصبح عقرب الساعة يشير إلى الثانية عشر منتصف الليل ، أصبح عمرها اثنا عشر عاماً
وفي مثل هذه الليلة تماماً و مثل هذا الوقت
بعد أربعين عاماً كانت تجلس
لتقص على أحفادها لحظة إن أصبح عمرها اثنا عشر عاما
وبعد الأربعين عاما بعام ، أصبحت تسكن الثرى ملتحفة السماء تفترش البيداء عينها مغلقة للأبد
بل لم يبقى سوى هيكلاً عظامياً لا أكثر
جلدها نفذ فقد كان طعاماً لدود لفترة
وأنفاسها قطعت ، وخلاياها توقفت عن النمو
وقد كانت ممن ركبَ قطار اللاعودة لدنيا !!

فماذا في الرحلة الأخيره قدمت ونحن لها ماذا أعددنا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق