وكأنها لأول مرا تنظر إلى قدوم الشمس بعد مغيبها
تحدق بعيون شاحبة
بوجه رغم أن الهلاك غزاه إلا أنه مازال جميلاً
من ينظر إليها يَظنُ أنها ولدت في الظلام واليوم هو اليوم الأول الذي ترى فيه الضوء
اخذت تغني بصوتٍ هاديء ، تغني لـ الشمس بكل طمأنينة
ربما تجدها الأمن الذي لم تحصل عليه يوماً
وقد يكون الضوء هو المُلهم التي طالما أفتقدته
مضى الوقت طويلاً وازدادت الشمس في لهيبها والعرق بدى يتصبب منها لكنها مازالت على حالها تنظر بكل طمأنينة
هل ياترى لم تشعر بذلك الحر الشديد والحرارة التي تكاد تحرق جسدها ؟
ما هو المنظر الجيد الذي تنظر إليه هكذا ، وتعرض نفسها للآذى حتى ؟
ما السر في تلك العينين المحدقتين بكل ما أوتيت من بصر ؟
هل تملك مناعه ضد الحرارة ياترى ؟
لكن الظلام الذي تعيش فيه سيضعف قوتها أمام الضوء
فماذا هي ومن تكون وماسرها ؟
كأنها أم تراقب طفلها وتخشى آذاه
وبينما شارفت الشمس على غروبها ، ذرفت عيناها موسيقى دمع صاخبه اهتزت أطرافها ودنى رأسها
ثم رفعت عيناها الذابلة وبكل وهن تخاطب شسمها كما قالت
" ياشمسي حين مغيبك تداهمني الذكرى وتأبي الرحيل
يُهلكني الغياب وأقسم الفراق أن يريني عذابة كل ليلة
حينما يسدل الليل بظلامه وتتلبد السماء بنجوم أجدني ألبس عقد من عهود لم تُوفَّى أجدني في محطة الانتظار أمسك بـ دفتر الذكرى أقلبه والدمع يُنبت زهراً على صفحاته
أجر أقدامي جراً فلا أجدني اتحرك من ذلك الكرسي أحمل حقيبة الخيبة وارتدي ذلك الحضن الذي طالما أردت التحرر منه
التحرر منه كلياً لا جزئياً فلا اشعر به قط ولا أجد أنفاسه الحاره تلامس رقبتي
وعطرة لا أجد ذراته عالقة بردائي متخلخة في عمق نفسي
بل أتمنى أن تُباد تلك الرائحه من العالم فرائحته كفيلة في أن تعيد لقلبي ما أجاهد نسيانه
ما أحاول جاهدة أن أقيم طقوس وعزاء وموت لها دون عودتها ولكن .......! "
ثم صمتت وانتظرت غروب الشمس وذهبت لـ غرفتها بـ انتظار مآساة الليل التي اعتادت عليها
الأحد، 17 يوليو 2016
بـ انتظار مآساة الليل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق