" _ اكتبِ عن فقيدي أخي "
لذلك الراحل ، متوسد الرمال
وملتحف السماء أطراف النهار وآناء الليل ...!
الراحل بعيداً عن الضجيج
ساكن الصمت الطويل
والبيتُ الذي يُرحب بالحزن فيه
ضيفه الدائم
الغنيُّ عن التعريف
الراحل بعيداً ، والأقرب لقلبي قريباً
رحيلة لم يُسيء في عيني الانتظار
لم يُعلمني كيف يكون الملل والوحده
وكوابيس الرحيل والوداع
ودعني ولم يعدني بـ العودة خَشي أن انتظرهُ كثيراً
ويشيخ بي الوقت ويَهرم العمرُ وعودته حلمٌ محال !
كان رحيلة قاسي ، قاسي جداً
لكنه مُجبر ، ولم يخذلني بوعودٌ كثيرة ثم يرحل كـ الباقين
لم يعدني بالحياة المرحة ويتركني انتظر وفاء وعوده
كان ملجأي الوحيدة
بئر أسراري...!
من يُسامرني ويحتسي خُرافاتي وأحاديثي ومللي ويحتمل طفوليتي وعنادي ومشاكستي
وكل مشاعري المُبعثرة
بطريقةٍ ما كان يعني لي العالم بـ أسره
ولم يكن مجرد أخ فقط
بل كان الجزء المفضل بـ النسبة لي في العائلة
الجزء المقدس في الصداقة
والرائع في الحياة
الجزء الذي يُبعدني عن سواداوية الحياة
هو الراحل الذي غُفر رحيلة
بينما شوقي له في ازدياد
لـ متوسد الرمال وما بعثر في داخلي وشتت أعماق قلبي
وتركني أُراقص الحياة في صخب رحيلة !
إليك اعتذاري حين بكائي وضعفي
إليك اعتذاري فـ لقد أخلفت الكثير من الوعود
وعدتكُ أن لا أشوه وجهي بالعبوس أن لا أرهق عيني بالبكاء
انا أعيش في رحيلك سعيدة ولكن كل ذلك كان هُراءْ
فاجعة رحيلك تأَرِقُني كل يوم
وإن كنت في هذا العالم منسيّ ، فـ انا لا أكف عن ذكرك كل ثانية
أحبك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق