الجمعة، 11 ديسمبر 2015

وأصبحتْ الهواتف

في مقابس الشحن ، نخبأ مشاعرُنا ، وخلف كل حرف
ندفنُ مابداخلنا
القناعات أصبحت كثيرة للغاية
نختصر كل الحديث بقناع ضاحك أو ساخر ، بل ويُساعدنا ذلك في التعبير ، عن مشاعر حزينة نحن في الواقع لا نشعر بها
نتخذ من تلك القناعات حلول لمأزق قد وقعنا به
الكثير من المشاعر الصادقة ، نكتبها ونعيد صياغتها ومن ثم نمحيها
العاشق اكتفى برسائل حتى اناملة لا تخطها بل وحبر حبه  لم يكتبْ به
اكتفى بأحرف الكترونية والكثير من القناعات التي بظنُّ أنها معبرة
يكتفي ربما بقلبٍ أحمر يرسله لزوجتة عندما تخبرهُ بمدى اشتياقها
نجيدْ الكذب بل ونصبحُ ماهرين فيه
فلا أحد ينظر إلى قسماتُ وجوهنا
ولن يشعرون حتى بالرعشه التي تعلوا أصواتنا ، أصبحت مشاعرنا ، بكماء
مفاتيح الأحرف في الهواتف هي من تتحدث بدلاً عنها
نخفي الكثير مما في الأعماق
قد ندُس الحزن بضحكة طويلة لا تمت بصلة لشعورنا
أصبحت الهواتف الذكية تسيرناَ نحو ماتريد ، ولا تخيّرنا  ...!
وأصبحتْ مشاعِرُنا عبدة لتلك الحروف ، تصوغها وكيفما تشاء
أبكمتها واضطهدتها
و نحن أصبحنا أكثرُ خرصاً منذ ولادة الهواتف في حياتنا بل وبِأمراً منها كبرنا أربعاً وصلينا صلاة الجنائز على الكثير من المشاعر ، وأقبرناها
لتولد قناعات ، والكثير من التفاهات
و نحن بدورنا نرحب ، ونستقبل ونهلل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق