تقدسُ الوحدةُ تقديساً مهيباً
وتنزه الظلام عن خزعبلات
تدسُ في جمالة ناصع السواد
كانت تمسكُ قلمها المحتضن بأناملها ، وتلوح به من أسفل إلى أعلى في الهواء الطِلقْ
ثم ما إن لبثت حتى اعتدلت جالسة مطلقة العنان لفكرها
لكنْ فحيح الحيرة ، كان يبعثر أفكارها
فلا يترك فكرة دون أن يعبث بها
احتست شيئاً من قهوتها التي شارفت على البرودة ، وأعادت ملء كوبها قهوه
مجدداً دون التنبه بالبقيا التي كانت فية
بينما الآخرى عكسها تماماً
صاخبة لا تعرف للهدوء سبيل ، تمقت القهوه مقتاً عظيماً ، بل حينما تنظر لها وتجدها تحتسي خمرها المُباح كما قالت ، تتفوه بعبارتِ الاشمئزاز والتقزز
عكسها تلك تماماً ، فالعبث طريقها والظلام الشبح الذي تهابه
وشاهد على ذلك الشجار الذي كان يقامَ كل ليلة ، بالاصوات ذاتها
والكلمات أيضاً ، بل التوقيت هو
ربما فقط يتأخر أو يتقدم ثانيه
كل هذا فقط من أجل الاضاءه في الغرفة
تلك لا يعرف النوم لعينيها سبيل في حضرت الضوء والأخرى ستصاب بالرعبْ ولن تنام
وقد يأتي الصباحُ وهي فاقده لعقلها لشدة الخوف
كانت تحبْ الشجار مع الأطفال ، ولا تبقي لهم حلوى
حتى إنهم ما إن يرونها
يختبئون خلف والدتهم
ويخبرونها بأن تلك هي السارقة لسكرياتهم
وهي بدورها تصفق لنفسها بحرارة وقهقهاتها انذاك قد ملئت المكان
لا تبالي كثيراً بالحديث عن الحب ومشاعره
تؤمن به حقاً لكن لم يعد هنا أحد أهلاً لذلك
وأخيراً هو الأمر الوحيد الذي تتفقن عليه
رغم تناقض المشاعر ، والدمار السائد في الأفكار
كانت تلك هي نفسها ، ذاتها
الشخص الذي تحب فيه احتساء قهوته والذي يكره الظلامُ ويخافه
اختين تلتقيان في جسد وتعيشان روحين ...معاً رغمَ اختلافات كثيره ، وشجاراتٍ طويلة تنتهي بعناقٍ وقبلْ
أما ليلهم ، فلا ليل يشبهه ، هاديء مزعج طفلٌ مشاكس ، ورجلٌ أغبرْ الملامح ، يستمع بحنية لألآمهم ثم يمسح بعطف على رأس الأمل متوسلاً له أن يسكن قلبيهما
تلك وهي ، في آنٍ واحد طفلة وشابه عجوزٌ وراشده
تلك وهي في آنٍ واحد ، فتاة
تعيش دور فتاتين ، تتفنن في احداث حوار
في تغير نبرة في مسامرة نفسها كل ليلة ، ماذا اصابها مالذي دهاها ، لا أحد يعلمْ
كل ذلك حدث دون سابق انذار ، دون أجراسٍ أو محافل تعلنْ قدومة
ربما السبب في ذلك ، رحيلْ غائب ، أعلنت النداءات له ، وصرخت صرخاتُ توسل
فولاها ظهره ورحلْ...!
الاثنين، 7 ديسمبر 2015
فتاه بشخصين !
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق