الاثنين، 7 ديسمبر 2015

جـدتي

أغلقت عيناها ، لتعود بذاكرتها للخلف قليلاً ، وللماضي القريب أكثر ...!
في أعماقِها ترتب جملاً وتتمتم الكثير من الكلمات ، أما ظاهِرها صمتٌ أخرس يستوطن شفتاها ، وسكوتٌ طويل يدغدغ حنجرتها فلا تسمع لها همساً حتى ...
ترى في ماذا كانت تفكر ؟
عيناها تتلأ تاره وتاره أخرى يتسع البؤبؤ معلناً بهجة
وأبتسامة محدبة الأطراف للأسفلْ ، بل تلك الإبتسامة مُبتذلة جداً ، الجداً الذي يظهرعكس ذلك ..!
تركت ورقه قبل مغادرتها تلك الغرفة في أمل أن تقرأها تلك التي لا تنفك عن إحداث الضجيج في أعماقها
مهلاً ...مهلاً لم يكن ضجيج يُهلك الراحه ، أو يسلب السعادة
بل كان ضجيج مرحْ تطيش منه الأحزان وتتسابق نحوها الأفراح
الضجيج هذا ينضح بما في داخلها ، إنه يحرك أخرى تسكنها
تلك الأخرى المختبأه من الجميع ، إنها تخاف الظهور لكنها لا تأبه الإختباء في حضنها
الحضن الذي لا تمله أبداً
تلك التي تسكنها ، طفلة بريئة الحبْ ، يانعة المشاعر تولد في حضرت أحدهم
لتصرخ بجنون ولتلهو بأنانية ، وتدفع نفسها بقوه نحوها وتصرخ
جدتي ...جدتي حدثيني عن الماضي
قولي لي أقصوصة جميلة ، وفي الماضي ماذا كنتم تأكلون وكيف تعملون
مهلاً هناك الكثير من الأسأله في عقلي ، جدتي على كل علامة استفهام عليك أنْ تُجيبنني
رحلت تاركه قصاصة ورق ، كتبت فيها عتاباً طويلاً ، وشوقاً دفينا ، ووقتٌ بائس حلّ بتلك المدللة منذ رحيلٌ جدتها
ذاك الصوتُ الحنون القريب لصوت والدتها كثيراً
الصوت المتهالك لكبره ...
تركت ورقه في غرفة عاثت فيها ذرات الرمال فساداً
فمنذ زمن لم تفتح ، لرحيل صاحبتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق