الاثنين، 7 ديسمبر 2015

قصاصة ثم قصاصات

قصاصة ورق ، لم يتنبه حشد المارة إليها
الكثير من الأعين المتلصصة لم ترى تلك القصاصة
مضت تدق طبول التأمل ، وهي مُصابة بالعمى
فلو أنها ترى لأبصرتها
ترى ماذا تحمل القصاصة ، لا أحد يعلمْ
بل هذا السؤال الذي لم يطرحه أحداً على نفسه ، لأنه لم تتناهي بصيرته وبصره إليها
اذاً كلّ تلك الأعين ، عمياء
وكل الأذان صماء ، وحتى المشاعر أراهم لها لا يملكون
أين هي المشاعر ، وأين قد رحلتْ ، وهل أصبح الجميع عاري منها !
أم إن تلك الأزياء الفاتنه ، أصبحتْ باهظة الثمن ...؟
الرياحْ تزلزل أركان تلك الورقة ، لكنها مازالت صامدة
جذورها متشبثة بالحياة ، عالقه بين ثناياها
فلربما ينظر إليها المارة ، لربما أحدهم يُشفى من العمى ، ويعود بصيراً يرى ..!
لربما أحدهم يسمع صفق الرياح على سطورها
لربما ولربما ، يكررها مرارً وتكرارً ، حتى الرياح نسيمها أصبح يتغنى بأهازيجه المصنوعة من الأمل
الأمل الذي علقه بأطراف السماء ، الأمل الذي كلما شعر بخيبات اليأس ٌ
شخصُ ببصره نحوه ، ووقف يدق طبولْ لا يسمعها غيره
تلك القصاصة ، أصبحت قُصاصاتْ
والعمى أصبح وباء ، لم يجدْ له حتى الآن دواء
والمشاعر لم يعدْ أحد قادر على شراؤها فهي نفيسة
بل في حقيقة الأمر إن المشاعر لا تباع سلعٌ في الأسواق ، وليست سلعة يساومْ عليها الكثير
المشاعر أصبحت غالية ، لأن الكثير منها كانت زائفه فأُبيدتْ ونُفيت
وما بقيَ منها غير الذي لا يستطيع أحد جعلهُ زائِفاً
المشاعر النبيلة التي قد تمسك بيد أحدهم ليرى تلك القصاصة
تلك التي كتب عليها "خذ مني زهره واسعد ابنائي يُتماءُ المالْ بالقليل منه "
لعله يقفُ قليلاً يتأمل زهراتْ يافعة الجمال ، صاخبة الرقة
لعله يقف ليرى  الأيدي التي تقدمْ له تلك الزهور ، أيدي ، ناعمة الطفولة ، لكن الكثير من الأمورِ أشبعتُها بالكهولة
وقد يسترق النظر أكثر ليرى أنهم ضريرون ، ضئيلون البنية ، لكنهم يملكون ابتسامة ، لجمالها طُغيانٌ يأسركْ
لعل صاحب تلك المشاعر ، بصيرته تقوده نحو تلك القصاصة ولعل بصره يرشده نحوهمْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق